خطبة عن ليلة القدر مكتوبة قصيرة 2022

إجابة معتمدة

 خطبة قصيرة عن ليلة القدر خطبة عن ليلة القدر قصيره خطبة عن فضل ليلة القدر ملتقى الخطباء خطبة عن ليلة القدر مكتوبة تحتوي على كثير من المعلومات حول هذه الليلة المباركة التي تاتي في العشر الاواخر من شهر رمضان المبارك والتي نحن نعيشها هذه الايام ، لكي يبين الشيوخ واهل العلم اهمية هذه الليلة المباركة وفضلها في شهر رمضان المبارك، حيث ان كثير من الناس يجهلون فضل ليلة القدر، ولا يحييونها في شهر رمضان المبارك، لهذا نجد الكثير من الاشخاص يحاولون الحصول على خطبة عن ليلة القدر مكتوبة كاملة من شيوخ وعلماء لكي يقوموا بالتحدث عنها في هذه الايام المباركة لنشر العلم والحصول على الاجر والثواب

سُـنــة الاعتكاف

ليلة القدر فضلها وعلاماتها

لقد قرب رحيل شهر رمضان عنا، فمن قضى أيامه الماضية وعمَّرها بالأعمال الصالحات فليحمد الله عز وجل أن وفقه لذلك، وليبشر بحسن الثواب والأجر الجزيل من الله، ومن ضيَّع تلك الأيام، ولم يغتنمها فليسارع بالتوبة وطلب المغفرة من الله، فالله عز وجل غفورٌ توابٌ يتوب سبحانه على من تاب، وليغتنم ما بقي منها فإن الله جلَّ شأنه شرع لنا في تلك الأيام عبادات تزيد العبد قربًا من ربه، وتزيد إيمانه قوة، وتضاعف الحسنات في سجلاته، فهذه الأيام العشر فرصة لمن أحسن فيها أن يزداد، وفرصة أيضًا لمن قصر أن يبادر بالتوبة، وهذا من كرم الله عز وجل وفضله على عباده، والأعمال بالخواتيم كما ذُكر عن النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه حيث قال: " وَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا"(1).

فضل العشر الأواخر من رمضان:

لقد جاءت نصوص كثيرة فيها الحديث عن فضل العشر الأواخر من رمضان، فمن فضائله أنها حوت خير الليالي التي أنزل فيها خير كتاب نزل على خير نبي، وكفى بذلك شرفًا وفضلاً أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يخلِطُ في غير تلك العشر بين نوم وقيام، لكن إذا دخلت العشر شمَّر عن ساعِد الجدِّ وشدَّ المئزر وأيقظ الأهل وأحيا الليل، كما هو مُدَونٌ في كتب السنة، قالت عَائِشَةُ -رضي الله عنها-: "كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ"(2).

وقولها -رضي الله عنها-: " إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ "، أي: العشر الأواخر من رمضان، " أَحْيَا اللَّيْلَ"، أي: استغرقه بالسهر في الصلاة، فأحياه بِالطَّاعَةِ واحيى نَفْسَهُ بِسَهَرِهِ فِيهِ لِأَنَّ النَّوْمَ أَخُو الْمَوْتِ وَأَضَافَهُ إِلَى اللَّيْلِ اتِّسَاعًا لِأَنَّ الْقَائِمَ إِذَا حييّ باليقظة احيى لَيْلَهُ بِحَيَاتِهِ وَهُوَ نَحْوُ قَوْلِهِ لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا أَيْ لَا تَنَامُوا فَتَكُونُوا كَالْأَمْوَاتِ فَتَكُونَ بُيُوتُكُمْ كَالْقُبُورِ، "وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ"، أي أيقظهم للصلاة في الليل، وَرَوَى التِّرْمِذِيُّ وَمُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ مِنْ حَدِيثِ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- إِذَا بَقِيَ مِنْ رَمَضَانَ عَشْرَةُ أَيَّامٍ يَدَعُ أَحَدًا مِنْ أَهْلِهِ يُطِيقُ الْقِيَامَ إِلَّا أَقَامَهُ(3).

قال ابن بطال: "من الفقه أن للرجل أن يحض أهله على عمل النوافل، ويأمرهم بغير الفرائض من أعمال البر، ويحملهم عليها"(4).

فكل امرئ حريص على إصلاح أهله وبيته، لابد له أن يحثهم على اغتنام تلك الأيام بالطاعات، وهذا من أسباب التعاون على البر والتقوى، وأهلُ الرجل هم أولى الناس بالنصح والإصلاح لأنه عنهم مسئول، كما قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ "(5).

ومعنى: " وَجَدَّ "، أي: جدَّ في العبادة زيادة على العادة، " وَشَدَّ الْمِئْزَرَ"، اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي مَعْنَى شَدَّ الْمِئْزَرَ فَقِيلَ هُوَ الِاجْتِهَادُ فِي الْعِبَادَاتِ زِيَادَةً عَلَى عَادَتِهِ -صلى الله عليه وسلم- فِي غَيْرِهِ، وَمَعْنَاهُ التَّشْمِيرُ فِي الْعِبَادَاتِ يُقَالُ شَدَدْتُ لِهَذَا الْأَمْرِ مِئْزَرِي أَيْ تَشَمَّرْتُ لَهُ وَتَفَرَّغْتُ وَقِيلَ هُوَ كِنَايَةٌ عَنِ اعْتِزَالِ النِّسَاءِ لِلِاشْتِغَالِ بِالْعِبَادَاتِ.

فَفِي هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ أَنْ يُزَادَ مِنَ الْعِبَادَاتِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ وَاسْتِحْبَابُ إِحْيَاءِ لَيَالِيهِ بِالْعِبَادَاتِ(6).

وعن عَائِشَةَ -رضي الله عنها- قَالَتْ": كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَجْتَهِدُ في الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ في غَيْرِهِ"(7).

وعلى طريق الجدِّ والاجتهاد سار سلفنا، فكانوا سباقين إلي الخيرات، فهذا سفيان الثوري كان يقول: "أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجدَ بالليل و يجتهد فيه و يُنهِضَ أهله، وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك "(8).

وعن ليل الصالحين وقيامهم حدِّث، قال ابن المبارك:

إذَا مَا الَّليلُ أظلَمَ كَابَدُوه فيسفرُ عنهمُ وهمُ ركوعُ

أطَارَ الخَوفُ نومَهُم فَقَامُوا وَأهلُ الأمنِ فِي الدُنَيا هُجُوعُ

لَهُم تَحتَ الظَّلامِ وَهُمْ سُجُودٌ أنِينٌ مِنهُ تَنفَرجُ الضُّلُوعُ

وَخُرسٌ بالنَّهارِ لِطُولِ صمتٍ عليهِم منْ سكينتهمْ خشوعُ(9).

وفي الأيام العشر الأواخر من رمضان تشرع طائفة من العبادات، كالاعتكاف وتحري ليلة القدر، والإكثار من تلاوة القرآن، والاجتهاد في القيام، والإكثار من الإنفاق في سبيل الله.

فأما الإكثار من تلاوة القرآن ففيه كبير ثواب، وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن قراءة حرف من كتاب الله يعدل عشر حسنات والله يضاعف لمن يشاء، كما أن قارئ القرآن ينال الشفاعة به وبالصيام كما في الحديث، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو-رضي الله عنهما-: أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ"(10).

وأما الإكثار من الإنفاق في سبيل الله، فقد كان -صلى الله عليه وسلم- أجود الناس، كما أخبر بذلك ابْنِ عَبَّاسٍ-رضي الله عنهما-، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ(11). ولنا في نبينا -صلى الله عليه وسلم- أسوة كما أخبر بذلك سبحانه بقوله: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]

سُـنــة الاعتكاف:

والاعتكاف لغة: اللبث وملازمة الشيء أو الدوام عليه خيراً كان أو شراً.

ومنه قوله تعالى: { {يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ} [الأعراف: 138]

وقوله سبحانه: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } [البقرة: 187]

والاعتكاف شرعًا: اللبث والمكث في المسجد للعبادة، بنية مخصوصة، على كيفية مخصوصة(12).

واتفق أهل العلم على أن الاعتكاف مشروع وأنه قربة(13).

وقال ابن المنذر: "وأجمعوا على أن الاعتكاف لا يجب على الناس فرضًا إلا أن يوجبه المرء على نفسه، فيجب عليه"(14). ومعنى "إلا أن يوجبه على نفسه" أي: بالنذر.

والحِكْمَةُ من تشريع الاِعْتِكَافِ: أن فِيهِ تَسْلِيمُ الْمُعْتَكِفِ نَفْسَهُ بِالْكُلِّيَّةِ إِلَى عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى طَلَبَ الزُّلْفَى، وَإِبْعَادَ النَّفْسِ مِنْ شُغْل الدُّنْيَا الَّتِي هِيَ مَانِعَةٌ عَمَّا يَطْلُبُهُ الْعَبْدُ مِنَ الْقُرْبَى، وَفِيهِ اسْتِغْرَاقُ الْمُعْتَكِفِ أَوْقَاتَهُ فِي الصَّلاَةِ إِمَّا حَقِيقَةً أَوْ حُكْمًا، لأَِنَّ الْمَقْصِدَ الأَْصْلِيَّ مِنْ شَرْعِيَّةِ الاِعْتِكَافِ انْتِظَارُ الصَّلاَةِ فِي الْجَمَاعَاتِ، وَتَشْبِيهُ الْمُعْتَكِفِ نَفْسَهُ بِالْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ، وَيُسَبِّحُونَ اللَّيْل وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ(15).

وقال ابن القيم: " شُرع لهم الاعتكاف الذى مقصودُه وروحُه عكوفُ القلبِ على الله تعالى، وجمعيَّتُه عليه، والخلوةُ به، والانقطاعُ عن الاشتغال بالخلق والاشتغال به وحده سبحانه، بحيث يصير ذِكره وحبه، والإقبالُ عليه فى محل هموم القلب وخطراته، فيستولى عليه بدلَها، ويصير الهمُّ كُلُّه به، والخطراتُ كلُّها بذكره، والتفكُر فى تحصيل مراضيه وما يُقرِّب منه، فيصيرُ أُنسه بالله بدَلاً عن أُنسه بالخلق، فيعده بذلك لأُنسه به يوم الوَحشة فى القبور حين لا أنيس له، ولا ما يفرحُ به سواه، فهذا مقصود الاعتكاف الأعظم"(16).

من لم يتيسر له الاعتكاف كاملً سائر ليالي العشر، فلا يحرم نفسه من الاعتكاف ولو جزئي في يوم أم ليلة، وليحرص على القيام والتراويح، وليغتنم الأوقات في هذه الليالي بأي عمل من أعمال البر وهي كثيرة ولله الحمد.